كيف اكتُشفت الكهرباء

قبل معرفة الكهرباء بآلاف الأعوام، كان البشر على درايةٍ بالصدمات التي تحدثها الأسماك (الرعاش)؛ حيث أشار إليها قدماء المصريين باسم "صاعقة النيل" التي تحمي باقي الأسماك في النهر. أشار الإغريق والرومان لهذه السمكة، وتحدث المسلمون فيما بعد عنها؛ حيث ذكر العلماء في تلك الأزمنة عن ما تحدثه هذه السمكة من شعور بالتنميل عقب الصعقة الكهربائيّة التي تحدثها، واكتشفوا بأن هذه الصعقات تنتقل عبر الأجسام الموصلة.

تُنسب أول وأقدم طريقة لاكتشاف ماهية البرق، وجميع المصادر التي تصدر الكهرباء للعرب الذين قاموا بإطلاق كلمة برق على الشعاع وذلك قبل القرن الخامس عشر للميلاد، وقد كان يُعرف قديماً وعلى وجه الخصوص في الثقافات التي وجدت في المناطق المطلة على البحر المتوسط بأن هناك أجساماً يمكن حكّها بالفرو فتصبح قادرةً على جذب الأجسام الخفيفة كالريش.

• قام الطبيب الإنجليزي (ويليام جيلبرت) بإجراء دراساتٍ دقيقة حول المغناطيس والكهرباء، ومنه ابتدأت دراساتٍ جديّة حول هذا الموضوع، وفي القرن الثامن عشر للميلاد قام (بنيامين فرانكلين) بإجراء أبحاث شاملة ومعمّقة بشأن الكهرباء، واضطر بسبب هذه الدراسات إلى بيع جميع ممتلكاته لتمويل هذه الأبحاث والدراسات.
• قام جيلبرت بربط مفتاحٍ معدني أسفل طائرةٍ ورقيّة؛ حيث أطلق طائرته في سماءٍ عاصفة ولاحظ بأن مجموعة متلاحقة من الشرارات بدأت تخرج من المفتاح إلى ظهر يده، ومن هنا برهن على أن البرق ذو طبيعةٍ كهربائيّة
• العالم لودجي جالفاني نشر في القرن الثامن عشر اكتشافه الذي يتحدث عن الكهرباء الحيويّة؛ حيث أظهر بأنّ الكهرباء هي الوسيط الذي تقوم الخلايا العصبيّة من خلاله بنقل الإشارات إلى العضلات.
• اخترع اليساندرو فولتا أول بطاريّة كهربائيّة عام 1800م، أطلق عليها اسم البطاريّة الفولتيّة، حيث تمت صناعتها من عددٍ من طبقات النحاس والزنك، وكان هذا الاختراع قد مدّ العلماء بمصدر للطاقة الكهربائيّة.
• هانز كريستيان أورستد وأندريه ماري أمبير، فيرجع لهما الفضل في التعرف على الكهرومغناطيسيّة (وحدة الظواهر الكهربيّة والمغناطيسيّة)، وجاء من بعدهم العالم مايكل فاراداي وقام باختراع المحرك الكهربائي سنة 1821م، وقام جورج أوم بعدها بتحليل الدائرة الكهربائيّة بطريقةٍ حسابية عام 1827م.

شهد القرن التاسع عشر تقدّماً سريعاً وملحوظاً في علم الكهرباء، وفي نهاية القرن شهدنا أعظم تقدمٍ في مجال (الهندسة الكهربائيّة)، ليتمّ تحول الكهرباء من مجرد فضول محيِّر، إلى أداةٍ أساسيّة لا غنى عنها في الحياة المعاصرة، وكانت بحدّ ذاتها القوة الدافعة للثورةِ الصناعيّة الثانية.